الرئيس الأميركي جو بايدن في مكتبه داخل البيت الأبيض – REUTERS
سحب الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأحد، جميع تخفيضات الإنفاق التي اقترحها الرئيس السابق، دونالد ترمب خلال الأيام الأخيرة من ولايته على الكونغرس، والتي فاقت قيمتها 27 مليار دولار، وفقاً لوكالة بلومبرغ الأميركية.
ولفتت الوكالة إلى أن بايدن بعث برسالة إلى الكونغرس، يقول فيها إنه يريد إلغاء جميع تخفيضات الإنفاق الـ 73 التي طلبها ترمب.
وأشارت بلومبرغ إلى أن طلبات تخفيض الإنفاق الحكومي التي أصدرها ترمب شملت تقريباً كل الوكالات الحكومية والبرامج الفيدرالية، من قبيل برامج “الأوقاف الوطنية للفنون والعلوم الإنسانية”.
صلاحية قانوينة
وبموجب قانون ضبط الموازنة والاحتجاز الصادر في عام 1974، يحق للرئيس الأميركي أن يطلب من الكونغرس إلغاء اعتماد الموازنة التي صادق عليها في السابق.
وبلغ إجمالي التخفيضات 27.4 مليار دولار، وفقاً لخطاب البيت الأبيض في 14 يناير إلى الكونغرس.
وجاءت التخفيضات المقترحة بعد أن أغضبت الرئيس السابق، بعض بنود الإنفاق المتضمنة في “مشروع قانون الإنفاق” في ديسمبر الماضي، وفقاً لبلومبرغ.
وكانت التخفيضات المقترحة ستضر أيضاً بالفرع التشريعي للحكومة الفيدرالية، ومقاطعة كولومبيا، وقوات حفظ السلام، والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، من بين مبادرات أخرى.
“حزمة الإلغاء”
وكانت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية كشفت الشهر الماضي أن ترمب اقترح في 14 يناير الماضي خفضاً في المساعدات الخارجية والبرامج الدبلوماسية بقيمة 16.6 مليار دولار، على الرغم من أن الكونغرس كان قد تعهّد بتقديم هذه الأموال مسبقاً كمساعدات لدول أجنبية.
مقترحات خفض الإنفاق، التي أطلق عليها ترمب اسم “حزمة الإلغاء”، شملت أيضاً برامج المساعدات الإنمائية، وبرامج الصحة العالمية لكل من وزارة الخارجية، والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ومساعدات الهجرة واللاجئين، وبرامج التبادل التعليمي والثقافي، وتمويل التعليم والتدريب العسكري الدولي، وفقاً للمجلة الأميركية.
واستهدفت “حزمة الإلغاء” أيضاً خفضاً بقيمة 4 مليارات دولار كانت مخصصة لمؤسسة “غافي” التي تمثل التحالف العالمي بين القطاعين العام والخاص لتوزيع اللقاحات في جميع أنحاء العالم.
واقترح ترمب أيضاً خفضاً قيمته 1.5 مليار دولار للمساعدات الغذائية الطارئة، ونحو 2 مليار دولار للبرامج التي تهدف إلى مكافحة مرض الإيدز.
قرار متوقع
وجاء قرار بايدن بإلغاء كل طلبات خفض الإنفاق، لتؤكد تصريحات أعضاء في الكونغرس، الذين قالوا لـ”فورين بوليسي” قبل تنصيب بايدن، إن الرئيس الجديد سيرفض حزمة التخفيضات.
ونقلت المجلة عن مصادر عدة في الكونغرس، قولها إنه من المستبعد جداً أن يوافق مجلس النواب على التخفيضات المقترحة، مشيرة إلى أنه “تم في الوقت الحالي، تعليق هذه المطالب، وعادةً ما يستمر هذا التعليق لمدة 45 يوماً لانتظار موافقة الكونغرس، لكن العديد من المسؤولين يتوقعون أن تتراجع إدارة بايدن بسرعة عن حزمة الإلغاء قبل ذلك”.
وأثار الإعلان المفاجئ عن خفض المساعدات، غضب بعض الدبلوماسيين ومسؤولي المساعدات الأميركية، الذين وصفوا الخطوة بأنها تبَني لسياسة الأرض المحروقة التي تهدف لتعطيل برامج المساعدات الأجنبية بشكل عشوائي قبل مغادرة إدارة ترمب.
ونقلت المجلة، عن الرئيسة والمديرة التنفيذية لتحالف القيادة العالمية للولايات المتحدة، ليز شراير، قولها: “أثق بنسبة 100% أن الكونغرس لن يأخذ الأمر على محمل الجد، إنه أمر مزعج للغاية وغير متصل أبداً بالواقع، أن يختار البيت الأبيض معركة خاسرة أخرى بخصوص المساعدات الأميركية، في خضم جائحة تستهدف الصحة العالمية والبرامج الإنسانية”.